محمود محمد طــه
محمود محمد طه هو أعظم مفكر أنجبته السودان، وأكبر سياسي ضليع في منطقة الشرق الأوسط بلا منازع. كما يُعد من أبرز المجددين الدينيين الذين سبروا أغوار المعارف والفهوم الدينية والفكرية، مما أهله لتقديم فكر جديد ورؤية مبتكرة لتطوير التشريع الإسلامي بما يواكب متطلبات العصر.
ورغم عظمة عطائه، لم يحظَ محمود محمد طه بالتقدير والاحترام اللذين يستحقهما من أبناء وطنه السودانيين. غير أن الحقيقة التي لا بد من الإشارة إليها، أن الرجل لم يكن يسعى إلى الشهرة أو المجد الشخصي، بل كان همه الأول والأخير تقديم فكره وحلوله الناجعة لمشكلات السودان، وقضايا الشرق الأوسط عامة.
في عام 1967، وبعد أشهر قليلة من الهزيمة العربية المدوية أمام إسرائيل، أصدر محمود محمد طه كتيبًا بعنوان "التحدي الذي يواجه العرب"، أعقبه بدراسة أوسع وأعمق في كتاب لاحق أسماه "مشكلة الشرق الأوسط: استقراء تاريخي، تحليل سياسي، وحل علمي".في هذين العملين، قدم رؤية ثاقبة وعميقة نفذت إلى جذور الأزمة التي كانت وما تزال تعاني منها الأمة العربية، والمسلمون منهم على وجه الخصوص.
لقد بيّن محمود محمد طه أن مشكلات العرب لا تكمن فقط في الهزائم العسكرية، بل في قصور البنية الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تحكم مجتمعاتهم. ولو أن العرب قد قرؤوا كتابه بتمعن حينها، وعملوا بما جاء فيه من حلول علمية وعملية، لما تعرضوا لسلسلة الهزائم المتتالية التي ما زالوا يكابدونها حتى اليوم.
والمثير للدهشة أن من يقرأ كتاب "مشكلة الشرق الأوسط" اليوم، يكتشف أن كثيرًا من الحلول التي اقترحها محمود محمد طه قبل أكثر من نصف قرن لا تزال صالحة وقابلة للتنفيذ، مع استثناء بعض التفاصيل التاريخية التي تجاوزها الزمن، مثل المواضيع المتعلقة بالاتحاد السوفييتي الذي انهار لاحقًا.
إنني أهيب بالسودانيين والعرب أن يعيدوا قراءة فكر محمود محمد طه بإنصاف وعقل مفتوح، وأن يمنحوه ما يستحق من دراسة وتحليل، بعيدًا عن المواقف المسبقة والسطحية. فقد آن الأوان أن يعيد السودانيون الاعتراف بقيمة هذا الرجل الفذ، الذي جسّد في حياته أسمى قيم السودان وقيم الدين الإسلامي من إخلاص، وصدق، وشجاعة نادرة.
ولعل السودانيين، لو أرادوا أن يفاخروا العالم بشخصية واحدة عظيمة من وطنهم، لما وجدوا أنسب ولا أعظم من محمود محمد طه، الذي ظل، ولا يزال، رمزًا للفكر الحر والشجاعة النادرة، بلا منازع.
ورغم عظمة عطائه، لم يحظَ محمود محمد طه بالتقدير والاحترام اللذين يستحقهما من أبناء وطنه السودانيين. غير أن الحقيقة التي لا بد من الإشارة إليها، أن الرجل لم يكن يسعى إلى الشهرة أو المجد الشخصي، بل كان همه الأول والأخير تقديم فكره وحلوله الناجعة لمشكلات السودان، وقضايا الشرق الأوسط عامة.
في عام 1967، وبعد أشهر قليلة من الهزيمة العربية المدوية أمام إسرائيل، أصدر محمود محمد طه كتيبًا بعنوان "التحدي الذي يواجه العرب"، أعقبه بدراسة أوسع وأعمق في كتاب لاحق أسماه "مشكلة الشرق الأوسط: استقراء تاريخي، تحليل سياسي، وحل علمي".في هذين العملين، قدم رؤية ثاقبة وعميقة نفذت إلى جذور الأزمة التي كانت وما تزال تعاني منها الأمة العربية، والمسلمون منهم على وجه الخصوص.
لقد بيّن محمود محمد طه أن مشكلات العرب لا تكمن فقط في الهزائم العسكرية، بل في قصور البنية الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تحكم مجتمعاتهم. ولو أن العرب قد قرؤوا كتابه بتمعن حينها، وعملوا بما جاء فيه من حلول علمية وعملية، لما تعرضوا لسلسلة الهزائم المتتالية التي ما زالوا يكابدونها حتى اليوم.
والمثير للدهشة أن من يقرأ كتاب "مشكلة الشرق الأوسط" اليوم، يكتشف أن كثيرًا من الحلول التي اقترحها محمود محمد طه قبل أكثر من نصف قرن لا تزال صالحة وقابلة للتنفيذ، مع استثناء بعض التفاصيل التاريخية التي تجاوزها الزمن، مثل المواضيع المتعلقة بالاتحاد السوفييتي الذي انهار لاحقًا.
إنني أهيب بالسودانيين والعرب أن يعيدوا قراءة فكر محمود محمد طه بإنصاف وعقل مفتوح، وأن يمنحوه ما يستحق من دراسة وتحليل، بعيدًا عن المواقف المسبقة والسطحية. فقد آن الأوان أن يعيد السودانيون الاعتراف بقيمة هذا الرجل الفذ، الذي جسّد في حياته أسمى قيم السودان وقيم الدين الإسلامي من إخلاص، وصدق، وشجاعة نادرة.
ولعل السودانيين، لو أرادوا أن يفاخروا العالم بشخصية واحدة عظيمة من وطنهم، لما وجدوا أنسب ولا أعظم من محمود محمد طه، الذي ظل، ولا يزال، رمزًا للفكر الحر والشجاعة النادرة، بلا منازع.