English حــول الحــرب فى غــزة
الحرب التي تجرى اليوم في غزة، منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، لا يمكن ان تكون معزولة عن مشكلة الشرق الأوسط.صحيح ان حجم الدمار والخسائر البشريـة التي حدثت في غزة، وقبلها في إسرائيل كبيرة للدرجة التي يجب إدانتها ولا يختلف شخصان على ذلك، خصوصاالنفوس التي قتلت في غزة بدون تمييز بين عسكريين ومدنيين، بل كل الدلائل تشير ان المدنيين كانوا مستهدفين من قصف جيش الدفاع الإسرائيلي.كما ان الهجوم الذى راح ضحيته مدنيون إسرائيليون أبرياء في غلاف غزة، يوم هجوم حماس عليه، كان بذات القدر من روح الإجرام، والفرق الوحيد كان في عدد الضحايا من الجانبين ,وتدمير البنية التحتية قطاع غزة.
هذا هذا..والان نعود الى المشكلة ككل، وكيف ان الطرفان ينهجان نهج عدم الإشارة اليها, وبدلا عن ذلك، يريدان إغراق العالم في الأخبار اليومية لمعاركهما التيصار لها من العمر أكثر من الفى سنـة. ولكن هذا المقال السريـع ليس مجال الحديث عن مشكلة الشرق الأوسط بصورة عامة.. فقد كتب الأستاذ محمود محمد طهعنها كتاباً قبل أكثر من خمسين عاماً، ولا زالت تحليلاته والحلول التي اقترحها يمكن تطبيقها اليوم بدون تعديلات كثيرة. ويمكن لأى قارئ انيجد الكتاب مجانا على الرابط: مشكلة الشرق الأوسط
والان نبدأ الحديث عن الأحداث الراهنة بإدانة الهجوم على إسرائيل في يوم 7 أكتوبر من العام الماضي، عام 2023، هل حسبت حماس نتائج ذلك الهجوم الذى لم يسفر عن شيء سوى قتل مدنيين أبرياءوبعض الجنود، وخطف مدنيين للمساومة عليهم. هل الغاية تبرر الوسيلة في غير المبدأ الميكافيلى؟ ولو إسرائيل قتلت وعذبت وهجرت.. هل باطلان يصنعان حقاً؟ لقد قتلت قوات الدفاع الإسرائيلي الاف الأطفال الفلسطينيين.. هل علمت حماس ان هؤلاء الأطفال لو وفرت حيواتهم لربما كانوا أكثر ذكاءً من قادة حماس مستقبلاً وقدروا على تحرير فلسطين بوسائلأكثر كفاءة وأكثر فاعلية؟ أم أن قادة حماس يعتقدون ان حواء الفلسطينية لا تلد أكثر وطنية وأكثر إيمانا وأكثر فهماً منهم؟ لو كانت حماس تعلم حجم الخسائر البشرية والمادية وقتل الأطفال والنساء بالألاف نتيجة هجومهم على غلاف غزة، ثم قاموا بالهجوم، فهذا يسلبهم صفـة الأخلاق.. وإن لم يكونوا يعلمون فهذا يسلبهمصفة الحنكة العسكرية والسياسيـة والمقدرة على التخطيط السليم.
لنستمع الى الأستاذ محمود محمد طه في الكتاب المذكور أعلاه:نص:"يهود يحاربون يهودا:
ان الله قد تكفل للاسلام بالنصرة، بلا شرط، فقال ((هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا)) ولم يتكفل للعرب بالنصرة الا بشرطين: ان يكونوا مؤمنين به، وان ينصروه في انفسهم، فقال ((يأيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) فالاسلام غني عن العرب، ولكن العرب ليسوا أغنياء عن الاسلام. وهناك وعيد صدر عن الله للعرب يتفطر له القلب ((وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)) ومن يدري، فقد يكون هؤلاء القوم هم بني اسرائيل؟ ويجب ان نكون واضحين. فان العرب اليوم قد فتنوا في دينهم، فنصلوا عنه، فهم يحاربون بالعنصرية العربية العنصرية الاسرائيلية "الصهيونية".. يهود يحاربون يهودا!! ألم يقل النبي ((يوشك ان تداعى عليكم الامم كتداعي الاكلة على القصعة، قالوا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال بل انتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء، كغثاء السيل، لا يبالي الله بكم))؟ وابلغ من ذلك! ألم يقل ((لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه! قالوا أأليهود والنصارى؟ قال فمن؟))؟ ثم ان العرب، عندما نازلوا الاسرائيليين في ميدانهم، انهزموا امامهم ثلاث مرات، لاسباب عديدة: أهمها اثنان: اولهما ان العنصرية الاسرائيلية - بخلاف العنصرية العربية - وثيقة الصلة بالدين اليهودي، ولذلك فان الاسرائيليين يحاربون بضرواة المتعصب الديني، بينما يحارب العرب بقلوب خواء، وعقول فارغة. وثانيهما ان الاسرائيليين يعيشون على لباب المدنية الغربية، الآلية فيحسنون أساليب الحرب الحديثة، بينما يعيش العرب على قشور هذه المدنية، فهم لا يصممون الآلة ولا يصنعونها ولا يحسنون صيانتها ولا استعمالها. ولذلك لم يكن لهم بصر بالحرب العلمية الحديثة.
اسرائيل كرباج:
ان بني اسرائيل عادوا الى ارض فلسطين ليبقوا بها، وليس خطرهم في الارض التي اقتطعوها الآن، ولكن خطرهم في التوسع الذي سيكون نصيبهم ان لم يقو العرب على منافستهم، ولن يقوى العرب على منافستهم بأساليب العنصرية ولا بأساليب المدنية الغربية الآلية الحاضرة. ان دولة اسرائيل هي "الكرباج" الذي يسوق العرب الى الله، وقديما قال ابن عطاء الله السكندري ((من لم يسر الى الله بلطائف الاحسان قيد اليه بسلاسل الامتحان)) ليت شعري متى يفهم العرب؟
انتهى النص.
العرب اليوم، وأخص الفلسطينيين، لن ينتصروا على إسرائيل بالحرب او بالوسائل العسكرية.. فهذه أسلحة ليس عندهم منها إلا الفتات الذى يقتنونه من الغرب ولا يحسنون استعماله.. وإنما سينتصرونعليهم بسلاح لا يملك مثله الإسرائيليون، هو سلاح الأخلاق. الأخلاق الحقيقية وليست الجعجعة في المساجد ووسائل اعلامهم المختلفة. هذا الكلام غريب عليهم ولا يفهمونه اليوم. ولكن سيفهمونه غدا.
هذا هذا..والان نعود الى المشكلة ككل، وكيف ان الطرفان ينهجان نهج عدم الإشارة اليها, وبدلا عن ذلك، يريدان إغراق العالم في الأخبار اليومية لمعاركهما التيصار لها من العمر أكثر من الفى سنـة. ولكن هذا المقال السريـع ليس مجال الحديث عن مشكلة الشرق الأوسط بصورة عامة.. فقد كتب الأستاذ محمود محمد طهعنها كتاباً قبل أكثر من خمسين عاماً، ولا زالت تحليلاته والحلول التي اقترحها يمكن تطبيقها اليوم بدون تعديلات كثيرة. ويمكن لأى قارئ انيجد الكتاب مجانا على الرابط: مشكلة الشرق الأوسط
والان نبدأ الحديث عن الأحداث الراهنة بإدانة الهجوم على إسرائيل في يوم 7 أكتوبر من العام الماضي، عام 2023، هل حسبت حماس نتائج ذلك الهجوم الذى لم يسفر عن شيء سوى قتل مدنيين أبرياءوبعض الجنود، وخطف مدنيين للمساومة عليهم. هل الغاية تبرر الوسيلة في غير المبدأ الميكافيلى؟ ولو إسرائيل قتلت وعذبت وهجرت.. هل باطلان يصنعان حقاً؟ لقد قتلت قوات الدفاع الإسرائيلي الاف الأطفال الفلسطينيين.. هل علمت حماس ان هؤلاء الأطفال لو وفرت حيواتهم لربما كانوا أكثر ذكاءً من قادة حماس مستقبلاً وقدروا على تحرير فلسطين بوسائلأكثر كفاءة وأكثر فاعلية؟ أم أن قادة حماس يعتقدون ان حواء الفلسطينية لا تلد أكثر وطنية وأكثر إيمانا وأكثر فهماً منهم؟ لو كانت حماس تعلم حجم الخسائر البشرية والمادية وقتل الأطفال والنساء بالألاف نتيجة هجومهم على غلاف غزة، ثم قاموا بالهجوم، فهذا يسلبهم صفـة الأخلاق.. وإن لم يكونوا يعلمون فهذا يسلبهمصفة الحنكة العسكرية والسياسيـة والمقدرة على التخطيط السليم.
لنستمع الى الأستاذ محمود محمد طه في الكتاب المذكور أعلاه:نص:"يهود يحاربون يهودا:
ان الله قد تكفل للاسلام بالنصرة، بلا شرط، فقال ((هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا)) ولم يتكفل للعرب بالنصرة الا بشرطين: ان يكونوا مؤمنين به، وان ينصروه في انفسهم، فقال ((يأيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) فالاسلام غني عن العرب، ولكن العرب ليسوا أغنياء عن الاسلام. وهناك وعيد صدر عن الله للعرب يتفطر له القلب ((وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)) ومن يدري، فقد يكون هؤلاء القوم هم بني اسرائيل؟ ويجب ان نكون واضحين. فان العرب اليوم قد فتنوا في دينهم، فنصلوا عنه، فهم يحاربون بالعنصرية العربية العنصرية الاسرائيلية "الصهيونية".. يهود يحاربون يهودا!! ألم يقل النبي ((يوشك ان تداعى عليكم الامم كتداعي الاكلة على القصعة، قالوا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال بل انتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء، كغثاء السيل، لا يبالي الله بكم))؟ وابلغ من ذلك! ألم يقل ((لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه! قالوا أأليهود والنصارى؟ قال فمن؟))؟ ثم ان العرب، عندما نازلوا الاسرائيليين في ميدانهم، انهزموا امامهم ثلاث مرات، لاسباب عديدة: أهمها اثنان: اولهما ان العنصرية الاسرائيلية - بخلاف العنصرية العربية - وثيقة الصلة بالدين اليهودي، ولذلك فان الاسرائيليين يحاربون بضرواة المتعصب الديني، بينما يحارب العرب بقلوب خواء، وعقول فارغة. وثانيهما ان الاسرائيليين يعيشون على لباب المدنية الغربية، الآلية فيحسنون أساليب الحرب الحديثة، بينما يعيش العرب على قشور هذه المدنية، فهم لا يصممون الآلة ولا يصنعونها ولا يحسنون صيانتها ولا استعمالها. ولذلك لم يكن لهم بصر بالحرب العلمية الحديثة.
اسرائيل كرباج:
ان بني اسرائيل عادوا الى ارض فلسطين ليبقوا بها، وليس خطرهم في الارض التي اقتطعوها الآن، ولكن خطرهم في التوسع الذي سيكون نصيبهم ان لم يقو العرب على منافستهم، ولن يقوى العرب على منافستهم بأساليب العنصرية ولا بأساليب المدنية الغربية الآلية الحاضرة. ان دولة اسرائيل هي "الكرباج" الذي يسوق العرب الى الله، وقديما قال ابن عطاء الله السكندري ((من لم يسر الى الله بلطائف الاحسان قيد اليه بسلاسل الامتحان)) ليت شعري متى يفهم العرب؟
انتهى النص.
العرب اليوم، وأخص الفلسطينيين، لن ينتصروا على إسرائيل بالحرب او بالوسائل العسكرية.. فهذه أسلحة ليس عندهم منها إلا الفتات الذى يقتنونه من الغرب ولا يحسنون استعماله.. وإنما سينتصرونعليهم بسلاح لا يملك مثله الإسرائيليون، هو سلاح الأخلاق. الأخلاق الحقيقية وليست الجعجعة في المساجد ووسائل اعلامهم المختلفة. هذا الكلام غريب عليهم ولا يفهمونه اليوم. ولكن سيفهمونه غدا.